القلق
شعور عارض ينتاب المراهقين لأسباب لا تحصى، لكن الشعور بالقلق قد يتكرر
عند بعض المراهقين أكثر من غيرهم. قد يشعر المراهق بالقلق عند سماعه تجارب
أو نشاطات يقوم بها غيره بسلاسة ودون خوف، فمن الممكن أن يسمع المراهق من
أحد أصدقائه عن ممارسته رياضة القفز بالمظلات، وهي لعبة تتطلب ممارستها
قدرا كبيرا من التحدي لما يتصل بها من مخاطر، وتبدو عليه علامات التوتر
والرهبة لخشيته خوض التجربة بنفسه. ومع تقارب الصديقين في السن، ليس من
الغريب أن تتفاوت درجات تحملهما وشجاعتهما.
تعريف القلق القلق هو شعور طبيعي يصيب المراهق نتيجة لتعرضه للضغط العصبي والتوتر عند
التعرض لمواقف يصعب عليه مواجهتها، ومنها الامتحانات ومقابلة أشخاص جدد
والتحدث في مناسبات عامة والمقابلات الحميمية والمشاركة في سباقات ودية أو
رسمية. لا يتوقف الشعور بالقلق على التعرض لتلك المواقف، بل قد يمتد إلى
التفكير فيها أو استحضارها في الذهن، خاصة إذا ما صاحبها فشل أو حرج.
قد يصاحب القلق نتائج إيجابية عندما تعين المراهق على مواجهة المواقف
الصعبة، فالقلق الذي يسبق الامتحانات يشجع المراهق على مضاعفة مجهوده
لتفادي التوتر أثناء الإجابة. مع ذلك، عادة ما يسفر القلق عن نتائج سلبية
تضر بصاحبها، خاصة مع الإفراط في القلق الذي يشل التفكير ويفقد المراهق
تركيزه. وقد يؤدي القلق أحيانا إلى توتر علاقات المراهق بأصدقائه، فحالة
الخشية والرهبة التي تصيبه قد تمنعه من ممارسة حياته والتعامل مع الأمور
بشكل طبيعي. قد يفسر المراهق تصرفات الآخرين بطريقة غير صحيحة وربما يتهمهم
مثلا باللامبالاة وعدم تقديرهم لمحنته عند دعوتهم إياه لمصاحبتهم إلى إحدى
المناسبات أو الخروج معهم للتنزه.
كيف يتعامل المراهقون مع القلق؟ لا يعجز المراهقون عن إيجاد طريقة للهروب من حالات القلق والتوتر،
والطريقة الأمثل هي تحديد سبب القلق والتعرف على نوعية المواقف التي قد
ينتج عنها الشعور بالقلق لتفاديها. قد يشعر المراهق بحالة من الارتياح
النفسي بعد أن يصارح نفسه بأنه سيتعرض لموقف محرج أو قاس إذ أنه لن يتفاجأ
بأية صعاب أو محن لم يعهدها من قبل. أما في حالة فشل تلك الطريقة، فعلى
المراهق استشارة مختص في الصحة النفسية لإرشاده إلى الطريق الصحيح لتفادي
تفاقم المشكلة.
كيف يقيم المراهق حجم قلقه؟ هناك عدة إشارات تنبئ عن ازدياد القلق:
•الشعور بالقلق أو لتفاديها.
قد يشعر المراهق بحالة من الارتياح النفسي بعد أن يصارح نفسه بأنه سيتعرض
لموقف محرج أو قاس إذ أنه لن يتفاجأ بأية صعاب أو محن لم يعهدها من قبل.
أما في حالة فشل تلك الطريقة، فعلى المراهق استشارة مختص في الصحة النفسية
لإرشاده إلى الطريق الصحيح لتفادي تفاقم المشكلة.
كيف يقيم المراهق حجم قلقه؟ هناك عدة إشارات تنبئ عن ازدياد القلق:
•الشعور بالقلق أو الرهبة أو الخوف دون سبب مقنع على الإطلاق، فمن الطبيعي
أن يكون هناك سبب محدد معلوم وراء القلق عند المراهق، لكن غياب السبب في
الشعور بالقلق يعد مرضيا.
•الشعور بالقلق باستمرار دون توقف رغم استمرار حياة المراهق بصورة طبيعية وعدم ظهور أشياء عارضة قد تكون السبب وراء ذلك.
•إصرار المراهق على معرفة رأي الآخرين في أفعاله والتأكد من صحتها باستمرار بصورة تنقل للآخرين حالة التوجس والحذر التي تنتابه.
ما هي أنسب وسائل علاج القلق عند المراهقين؟ يمثل إيجاد العلاج المناسب الخطوة الأولى الأهم في طريق التخفيف من حدة
القلق والضغوط النفسية، وقد يؤدي هذا العلاج إلى تحسن أوضاع المراهق في
حياته الشخصية وقد ينعكس أيضا على أدائه المدرسي وعلى طريقة تعامله مع
زملاء دراسته وأفراد أسرته.
يرشح المختصون في علم النفس عدة طرق
للعلاج وتفادي تضاعف الأزمات النفسية، ومنها العلاج الطبي، فقد يصلح التدخل
الطبي والوصفات العلاجية في العديد من الحالات، رجوعا إلى طبيعة حالة
القلق ومدى تقدم الحالة، والأدوية التي توصف لتلك الحالات هي في مجملها
الأدوية التي توصف في حالات الاكتئاب. تتراوح فترة العلاج بين أربعة وستة
أسابيع وقد ينصح الطبيب أيضا بعلاج معرفي سلوكي.