علامات
وبدايات الحب :
إدامة النظر إلى من تحب فالعين رسول المحبة والمخبرة عن أسرار النفس
والمعبرة عن بواطنها وأول سهام الحب ورسول المحبين .
والحب الحقيقي مبدل لطبائع النفوس ومغير العادات ، فيحول الشخص لأخر
يطغي الحب على حركاته وسكناته ، فكم من بخيل جاد، وعبوس تطلق ، وجبان
تشجع ، وحاد ترقق ، وجاهل تعلم ، وناسك تفتك ، ومصون تهتك .
ومن مظاهرة
التعمد لمس اليد عند المحادثة ، لمس ما أمكن من الأعضاء الظاهرة ،
وعناق الباطنة بالروح والرغبة ، وتحري المكان الذي يقابله فيه ، وإذا
حدث بينهم إختلاف كبير لا يصلحه سوى الدهر الطويل فإذا تقابلا فلا تلبث
أن تراهما عادا إلى أجمل الصحبة ، وسقط الخلاف ،
وانصرف إلى
المضاحكة والمداعبة في الوقت ذاته .
- من
علاماته تجد المحب سيتدعي سماع اسم من يحب ويستلذ الكلام عن أخباره ،
ولا يرتاح لشيء ارتياحه لها ، ولا ينهيه عن ذلك تخوف أن يفطن السامع
ويفهم الحاضر.
- من علاماته حب الوحدة والأنس بالإنفراد والسهر من أعراض المحبين
وحديث النجوم وحركة الكواكب وترقب صعود الشمس وغياب القمر.
- من علاماته الجزع الشديد عندما يري من إعراض محبوبة عنه وأنفاره منه
وآية ذلك الزفير وقلة الحركة والتأوة وتنفس الصعداء .
- من علاماته أنك ترى المحب يحب أهل محبوبة وقرابته وخاصته حتى يكونوا
أحظي لديه من أهله ونفسه ومن جميع خاصته.
واعلم قد
يكون في الدنيا ما يغنى الشخص عن الناس وأهل الأرض جميعا ولكن الدنيا
بما وسعت ورحبت لا يمكن ان تغنى او تعوض محبا عن الذي يحبه فهو شخص
واحد في ذاته ولكنه في حساب المحب أول الأعداد والأشخاص وأخرهم إذ ليس
بعد آخر مهما تكررت الأشخاص وتغيرت الصور
وتبدلت
الأماكن إذا تمكن الحب الصادق من النفس .
وإذا كان
الكلام والتعبير واللغة وسيلة وأداة من أدوات الحياة ، أما الحب
فالحياة من بعض أدواته فالحياة تشمل الحياة على الأرض والحياة في
السماء والفكر والعقل والماجن والحكيم والمجنون فالحب حياة في ذاتها
تختلف عن تعبيرات ولغات الأخرين فالكلمة الصادقة النقية التى يلقيها
حبيب الى محبوبته تأتى وكأنها لغة مخلوقة لذاتها ولحظتها إذ ينتزع منها
المحب صورا لا يراها كل الناس ويصب له من نفسه معاني لا تكون لها في
ذات الكلمة ويراها مبتدعة ابتداعا غريبا كأنه رسالة حياة كاملة في كلمة
فمن الممكن ان تكون رسالة يراها اثنين من المحبين حياة بأسرها في أربع
حروف تنساق فيها كل الرغبات من تنهيد وبكاء وضحكات وأمل وفرح وتوجع
ولقاء وارتقاب وسعادة بنتيجة ، إذ ان كل كلمة ببينهم تضرب على قلب
احدهم او كلايهما معا وعلى عقله فتكون حروف خلفها صور وأحداث ومشاعر .
- من علاماته البكاء للمحبين فهو غزير تحضره دمعته إذا تذكر حبيبة .
- من آياته مراعاة المحب لمحبوبة وحفظة لكل مايقع منه وبحثه عن أخباره
حتى لاتسقط عنه دقيقه ولا جليلة وتتبعه لحركاته.
- الحب مبدع في ذاته دافع لغيره فيجعل المحب في أحسن حالاته وأعصابه
هادئة خصوصا إذا بلغ المحب حبيبة وامن برفقته وانس بقربه فيكون إطالة
عمر في عمره وتفاؤل ينتشر في وجدانه ويدفعه إلى عمل خارج عن طباعه مبدع
في صوره وأشكاله .
- من علامات الحب الحقيقي أن يتبدل الخامل الذِكر الضعيف الهمة إلى
نشيط متقد الذكاء واسع الصيت ، أن يتبدل البعيد الرؤية إلى حكيم صفيح
يعلو إلى عنان مجد السماء ويصعد منصات التتويج والإعجاب يبحث عن عيون
من يحبها ليقول لها أنا هنا في أعلى من داخل أعماقي
هنا من أجلك
أنت من أجل أن أكون من يحبك ومن تحبينه سيدتي.
فانا كقطرة
ماء تمتزج في أنهار شوقك وحنينك ونسمة عليل في عواطفك العذبة الندية
فلا يوجد شيء وحيد فحكمة الخالق أن تلتقي الأشياء وتمتزج في روح ومكان
ومشاعر واحدة فلماذا لا نلتقي أنا وأنت سيدتي نلتقي على لحظات المجد
نصنعه سويا اصنعه من أجلك ولك وبك فانا منك وأنت لي .!!!!
الحب قانون كل شيء من حولنا لا يتدخل فيه الإنسان ، فتجدي فراشة تطير
على زهرة تجمع الرحيق وتنقل معها حبوب اللقاح والنمو والأستمرار
والأزدهار بشكل بديع متناسق
وتعطيك من
حلاوتها وتعطي للكون جماله ورقته وعذوبته .
إذا فقد الحب فلن يكون هناك معنى او قيمة للكون بما فيه مهما كبر ومهما
اتسع او ضم او رحب فلا أمومة ولا طفولة ولا حياة بدون الحب لو درجة من
درجات الحب والأمل في الغد المشرق .